English

لقاء و كتابة موسى الشديدي
الصورة: يوسف خلف خلال احدى فيديوهات الذي يستعرضها على قناة اليوتيوب الخاصة به

قد تكون عبارة “شيخ دين سابق” بحد ذاتها تهمة كافية وجريمة غير قابلة للغفران في عين مجتمعنا، كمدافع عن حقوق الإنسان لا أعتقد أنه من الممكن الامتناع عن سماع اسم خلف يوسف ليس لأنه رجل دين سابق ولا بسبب ميوله الجنسية المثلية بل لأنه اختصر علينا بقصته الكثير مما نريد قوله وما لا نريد الاعتراف به تجنبا لمواجهة الحقيقة المعسولة بالسم، خلف قادته الحياة ليصبح واحد من أكثر المحاربين في مجال حقوق الإنسان تطرفا في العالم، حاورته لأكثر من مرة فيما سبق لكن هذه المرة كانت مختلفة، لأنها المرة الأولى بعد هجرته خارج “الشرق الأوسط” أو ربما لأننا نتمرد بأشكال مختلفة مع مرور الوقت، هذا حواري معه لماي كالي:

هل يمكنك أن تحدثنا عن طفولتك قليلا؟ نمط التربية والبيئة التي نشأت بها؟
لقد نشأت في عائلة متدينة وذات طابع بدوي متوسطة الدخل، وكان لي حظوة عند الوالدين وخصوصا الوالد، فقد نلت نصيبي الوافي من الدلال والاهتمام من والدي أكثر من أي أحد آخر بين إخوتي، وكانت طفولتي هادئة عموما، إلا إنني قد تعرضت لبعض القمع من شقيقي الأكبر بسبب حبي للعب مع الفتيات ورغبتي الدائمة في مجالستهم ومع ذلك كنت ــ ولا زلت ـــ أغضب إذا نعتني أحدهم بالفتاة أو المرأة، و ليس السبب أنني أحتقر النساء، قطعاً لأ، ببساطة أنا أحب هويتي الجندرية كرجل وأشعر بالرضى التام عن جسدي.

عائلة متدينة، هل تعتقد بأن التنشأة الدينية أوالبعيدة عن الدين مرتبطة من قريب أو بعيد بالميول الجنسية للطفل كما يعتقد البعض؟ على سبيل المثال هل يمكن أن تكون التنشأة غير الإسلامية البعيدة عن الدين سببا للمثلية الجنسية؟
هؤلاء الذين يقولون أن المثلية سببها التنشأة غير الإسلامية والبعيدة عن الدين، أقول لهم: كونك تنجذب جنسيا للفتيات ليس اختيار منك، وليس براعة وشطارة  كما يقولون، ولا علاقة للانجذاب الجنسي في الدين والتدين، لأننا وجدنا المثلية موجودة عند الكائنات الأخرى أيضا، فهل نستطيع أن نقول أن  ذكور الزرافة ذات الانجذاب المثلي منحرفة عن الدين وأن ذكور الزرافة ذات الانجذاب الغيري ملتزمة بالدين؟  كل ما يقال عن المثلية الجنسية من أسباب يجب أن نعرضها على حال الكائنات الأخرى، ثم أضيف كلام مهم للحافظ إبن كثير في كتابه البداية والنهاية الجزء التاسع في ترجمة الوليد بن عبد الملك إبن مروان حيث قال هناك بعد أن برئه مما يسمى بالـــ(اللواط) فقال إبن كثير :-

“فاحشة اللواط التي قد ابتلى بها غالب الملوك والأمراء، والتجار والعوام والكتاب، والفقهاء والقضاة ونحوهم”. هذا هو الحافظ إبن كثير الذي عاش قبل نحو الــ9 قرون، يتحدث عن أن “المثلية” موجودة عند غالب الملوك والأمراء والفقهاء والقضاة  فهل الفقيه والقاضي لا يعرف شيئا عن الحلال والحرام وعن اللواط؟ هل هؤلاء القضاة والفقهاء مثليي الجنس لأنهم بعيدين عن الدين والإسلام؟ وأن باقي الفقهاء والقضاة الآخرين الغير مثليين هم غير مثليين لأنهم قريبين من الدين؟ قطعا لا .

كيف اكتشفت ميولك الجنسية وكيف كانت طريقة تعاطيك معها؟
بالنسبة لميولي فهو شعور موجود معي منذ أن وعيت على هذه الدنيا، أذكر نفسي وأنا طفل إبن ثلاث أو أربع سنين وأنا أتعلق بالشباب الوسيمين وإذا رأيت شاب جميل المظهر والهندام يتعلق تفكيري به، وبقي معي هذا الشعور ونضج معي، ولم أكن أعلم شيئا عن طبيعة هذا الميل وكنت أظن نفسي أنني الوحيد في هذا العالم حتى بدأت بمشاهدة الأفلام والمسلسلات الأجنبية التي لم تعرض على القنوات العربية وكانت  المسلسلات تتطرق كثيرا لفئة  المثليين والمتحولين والمزدوجي الميول وكنت أبحث في الكلمات المستخدمة في حق هؤلاء وأترجمها للعربية، ومن ضمن تلك الكلمات والمفردات “مثلي الجنس”، فكل شخصية مثلية الجنس كانت تنطبق على حالي، هنا بدأت أكتشف ما هي طبيعة ميولي الجنسية و ما هو عنوانها.

كيف كانت أول تجربة حب بالنسبة لك؟ كيف بدأت وكيف انتهت؟
الأولى كانت لزميلي في الدراسة منذ الطفولة، وكان اسمه غازي*، وكانت علاقة رائعة وناضجة من الطرفين، إلا أنني في حينها لم أكن أفهم طبيعة هذا الشعور وهذا الانجذاب، كنت أقارن نفسي في أقراني من الشباب وكيف يتحدثون عن الفتيات وكنت أشعر بأنني غريب ومختلف، إلا أن مشاعر الحب التي كانت تربطني به تنسيني موضوع الاختلاف، ولكن للأسف بدأت علاقتنا تفتر و تبرد منذ منتصف التسعينيات والسبب أنا أولاً وأخيراً لأنني تدينت والتزمت وصرت أغيب متعمداً عنه كي لا يحدث بيننا أي اتصال جنسي بسبب معتقدي في حينها أن ما نفعله هو لواط وحرام كما هو شائع عند غالب المسلمين، وانفصلت عنه رسمياً في سنة 2010 ولم أعد أعرف شيئا عنه منذ حينها.

هل فكرت في محاولة الاتصال به حديثا؟
لقد حاولت الاتصال به منذ أكثر من أربع سنوات ولم أفلح، وأظنه وجد شخصا آخر يشاركه الحياة، هو بالنسبة لي ماض. 

هل لجأت لأي رجل دين لحمايتك أو “علاجك” من ميولك الجنسية وما الذي حدث؟
ومع التزامي في الدين، كنت أحاول أن أتخلص من هذا الشعور بشتى السبل والطرق، أولها كانت في أوائل التسعينيات مع أحد المشايخ المعروفين في الأردن، وكان هذا الشيخ مدرسا لمادة الرياضيات وأنا كنت أحد تلامذته، لجأت إليه وأخبرته عن طبيعة ميولي، وكان ذلك بعد صلاة المغرب وإلقائه لأحد محاضراته، فكانت ردة فعله تجهمية، فطلب إلي أن أعتكف في المسجد وأنهمك في الدعاء والاستغفار ونحو هذا، وفعلا بعد صلاة العشاء أوصى الشيخ للمؤذن أن يعطيني مفاتيح المسجد لأبيت فيه، وبعد مغادرة المصلين وثناء أدائي لآخر ركعة من سنن صلاة العشاء أنهيت صلاتي بالتسليم عن اليمين وعن الشمال فتفاجأت بوجود شاب في المسجد، فاقترب هذا الشاب إلي وكنت أعرفه منذ مده لا بأس بها، وكنت معجبا به، فبدأ يتحدث إلي وأخبرني أن الشيخ قد أعلمه بقصتي وحالتي وأنه موجود كي يسدي إلي النصح كيف أتعامل مع حالتي وكيف أتخلص منها، فبدأ يطرح علي الأسئلة وكيف أشعر وبماذا أحس إذا رأيت شابا، وماذا أفعل معه إذا حدث ووقع بيننا إي اتصال جنسي وكان يطلب مني أن أخبره بالتفصيل،  كل هذا وكان علامات الاستثارة واضحة على الشاب، فانقضت أول ساعة ثم الأخرى والتي يليها حتى مضت أكثر من أربع ساعات والحديث يتطور أكثر وأكثر حتى أصبح حديث جنسي بحت، فتفاجأت به وهو يمد يده ويضعها على يدي ثم بادرني بقبلة، وبصراحة أنا لم أمانع ولم أصده، وتطور الأمر باتصال جنسي في المسجد، وأنا أقول هذا الكلام ليس من باب المفاخرة، قطعا لا، ولو رجع بي الوقت للوراء لما فعلتها أبدا.

“…فكان اليوم الموعود في الديوان و الناس مجتمعة تفوق الاربع مائة شخص وقف والد الفتاة و قال للناس أن الشيخ خلف على وشك الانفصال عن إبناتنا و يريد أن يخربكم بالسبب، فأشار إلي أن أقوم و أخبرهم،”

..

المهم، وبعد أن انتهينا نزلنا أنا وهو إلى الحمامات وكلنا أنفاس وقلوب مضطربة خوف ورهبة وندم شديد على الذي فعلناه، ثم اغتسلنا كلٌ على حده وخرجنا إلى صحن المسجد وجلس كلٌ منا في زاوية، و بقينا مستيقظين حتى بزغ الفجر وجاء المؤذن و الأمام والمصلين ثم أدينا الصلاة، و بعد تسليم الإمام أتاني المؤذن وسألني : كيف الوضع؟!، إنشالله إنك استفدت على يدين الشيخ؟، قلت له: ماذا تقصد؟، قال لي أن الشيخ قد اخبره بحالتي!!،  ولا زلت إلى هذه اللحظة لا أعلم السبب الذي دفع بالشيخ لأخبار المؤذن، لا أريد أن أطيل، بعد خروجنا من المسجد  جاء إلي ذلك الشاب الشيخ وقال لي أنه هو أيضا يعاني مما أعاني منه أنا، وأنه سبق وجاء قبل هذه المرة إلى نفس الشيخ ونصحه بأن يتزوج وأن يكون قريبا من الله ويبتعد عن أي مسببات للاستثارة الجنسية، وأنه تزوج بهدف إبعاد الشبهة عنه ولكي يعطي للشيخ والناس انطباع أنه تخلص من شعوره وأنه أصبح إنسان “عادي” كباقي الناس، ولكنه لم يتغير أي شيء، فاعتذر إلي وطلب مني أن ابقي  ما حدث بيننا سر، وأنا أخبر الحادثة الآن  لأنها حدثت منذ فترة طويلة ولا أحد يذكر الآخر، وربما لا أحد يتذكرني أنا شخصيا، بالتالي لا خوف عليه.

ما رأيك بمحاولة الزواج من أجل التخلص من الميول الجنسية المثلية؟ هل يمكن أن تجدي نفعا؟
بعد الضغط من الأهل والأقارب والمشايخ قررت أن أتزوج بالفعل، فكانت الخطبة وكان الزواج وأنا أعرف أنني لا أستطيع أن أعيش مع فتاة تحت سقف واحد، ومرت أول ليلة كالجحيم بل أشد، لأنني لم أستطع أن أقيم أي علاقة جنسية معها، لأنني لا أنجذب للفتيات أصلا، فصرت أتحجج بحجج كثيرة حتى انقضى أكثر من 7 أشهر ولم أستطع أن أقيم معها أي علاقة، فلم يكن لي من بد إلا أن أخبرها أنني ضعيف جنسيا ولا أستطع أن أقيم علاقة جنسية مع أي فتاة، فكان ردة فعلها عنيفة جدا من سباب وشتام ونحوه وأنا لا أستطع أن أرد لأن كل الحق في صالحها، وبعد  بضع أيام من التفكير قررت أن أنفصل عن الفتاة بحجة أنني (خربان) جنسيا، و أخبرت الفتاة عن فكرتي، فرفضت الفكرة في البداية ثم  قررت أن تسايرني في هذه الخطة لكي تتخلص مني هي الأخرى،  وفعلا كانت أول نقطة هي أن  تغادر المنزل إلى بيت أهلها  لتخبرهم أنها ترفض العيش معي وأن حياتها جحيم… إلخ، فهاتفني والدها وطلب إلي أن أحضر، فحضرت  وجلست معه، و صار يسألني عن طبيعة المشكلة التي بيننا، وبعد صمت وتردد  وخوف أخبرته أنني لم أستطع أن أقيم علاقة جنسية معها،  فرد على بكلام شديد ومهين لا أريد أن اذكره، وتهمني أنني أكذب، ثم أخبرته كيف أكذب بهذا الشأن وما الهدف من فضح نفسي؟، ثم قال لي يعني ماذا تريد أن تخبرني؟، قلت: أنا إنسان ضعيف جنسيا ولا أستطيع أن أقيم علاقة جنسية مع أي فتاة وأنا مستعد أن أخبر الناس أن المشكلة مني وليس من البنت وأستطيع أن أبرئها أمام الناس كلها، فغضب مني وإنهال علي بالسباب والشتائم المقذعة، ثم جلس يفكر، وبعد عدة دقائق طلب مني أن أغادر وأبقى في بيتي إلى أن يطلبني، ولم ينقضي يوم واحد حتى هاتفني وطلب إلي أن أحضر، فحضرت وإذ بإخوته مجتمعين وعلى علم بما حدث، فقالوا أنه على استعداد لإنهاء الزواج ولكن بشرط أن أجتمع في ديوان العائلة وأخبر الناس أن المشكلة مني أنا وليس من البنت وأن البنت لا زالت عذراء!، وكي ألتزم  بهذا الشرط وقعوني على كمبيالات، وفعلا وافقت على كل طلباتهم، فكان اليوم الموعود في الديوان والناس مجتمعة تفوق الأربع مائة شخص وقف والد الفتاة وقال للناس أن الشيخ خلف على وشك الانفصال عن ابنتنا ويريد أن يخربكم بالسبب، فأشار إلي أن أقوم وأخبرهم، وفعلا كنت قد جهزت  كلاما مختصرا ومفيدا ألقيه عليهم وأوصل الفكرة بوضوح وباختصار شديد، ثم بدأت كلامي بآية قرآنية “أو التابعين غير أولي الإربة من الرجال” فشرحتها وفسرتها  لهم، ثم قلت لهم أنني أنا من هؤلاء الرجال، وأنني لم أستطع أن أقيم علاقة جنسية مع زوجتي طيلة الــ7 شهور الماضية وأن الفتاة لا زالت بكر عذراء وأنها بريئة من كل تهمة، كل هذا وقلبي على وشك أن يخرج من صدري، وركبتي ترتجفان كالزلزال، و ريقي  جف من حلقي حتى أصبح جوف حلقي كالجمرة من شدة العطش، و بعد أن انتهيت من الكلام جلست والناس صامتون تسمع صوت الإبرة إذا ألقيتها، وبعد جلوسي نظرت إلى والد الفتاة وعلامات الرضى بادية عليه، حينها طلبت إليه أن يأذن لي بالانصراف، وفعلا خرجت مسرعا من الديوان ونتهيت إلى بعض الأشجار ثم أجهشت بالبكاء الشديد، وبعد أن هدأت قليلا واصلت مسيري إلى البيت، وهناك هاتفني والد الفتاة وطلب إلي أن أحضر في يوم الأحد إلى المحكمة الشرعية لإقاع الطلاق ما قبل الدخول وفعلا تم الأمر بدون أن أدفع أي مهر أو صداق، وكانت هذه التجربة الأولى بالزواج.


التجربة الأولى بالزواج؟ هل كان هناك زواج ثاني؟
مضى على الزواج الأول تسعة أشهر ووالدي والناس يقنعوني أن الحالة التي بي ما هي إلا سحر و(ربط)!، وأن علاجي القرآن وبعض الأدعية  وبعض من التمائم والحجب ونحو هذه الترهات، وأنني سوف أصبح على ما يرام وأن لا مشكلة لدي، وللأسف بعد فترة التسع أشهر رضخت لهم وأقدمت على الزواج، ولكن هذه المرة لجأت للأدوية المنشطة جنسيا، فكانت ليلة الدخلة واللقاء الجنسي، ثم نمنا وأصبحنا وإذ بالوسادة التي أنام عليها قد غرقت بالدماء بسبب نزيف حاد في الأنف، هرعت للحمام وحاولت أن أوقف النزيف، ونظرت في المرآة وذ بالدم على  قرنية عيني كقطعة الدم الجامد، تم نقلي للطواريء، وخضعت للفحص، وأخبرت الطبيب عما حدث، فقال لي الطبيب إنه لا يجوز لي أن استخدم أي منشط جنسي مدى الحياة، وهكذا طار آخر أمل  في أن أعيش مع فتاة تحت سقف واحد دون أن أحرمها من حقوقها الجسدية، ولكن أقولها، لو كنت أستطيع أن أتعاطى المنشطات لما إستطعت أن أعطي البنت حقها، الموضوع أبعد وأعمق من مجرد جنس. وحدث حمل من هذا الجنس، ولكن الحمل لم يثبت ووقع الإسقاط، ثم عشت بعدها أنا وزوجتي بغرفتين منفصلتين إلى أن أعلنت عن ميولي الجنسي وهروبي إلى لبنان ووقوع الطلاق الخلعي وانتهاء الزواج الثاني.

.

khalaf yousef
صور قديمة لخلف في منتصف التسعينات تقريباً عندما كان سلفي على المذهب الحنبلي.

.

كيف كشفت عن ميولك الجنسية المثلية؟ وكيف كانت ردة فعلهم؟
من خلال فيديو تم تسجيله وبثه على موقع اليوتيوب وبعد انتشار الفيديو وصل إلى مكان عملي في وزارة الأوقاف، وتم إخباري من الوزارة سراً أن الفيديو وصل إليهم وأنهم سوف يطلبوني للاستجواب، أخبرت أحد الأصدقاء على الفيسبوك أن وزارة الأوقاف سوف يطلبوني فنصحني أن أوثق الجلسة صوت وصورة إذا أمكن ذلك، وفعلا تمت المقابلة ودامت المقابلة لمدة ستين دقيقة وقع فيها جدال ونقاش ورتفعت أصواتنا في الجلسة وتى الأمر إلى قرار إحالتي للمجلس التأديبي، فحضرت أول جلسة ولم أتمكن من حضور الجلسات الأخرى لأن عائلتي عرفت عن موضوع الفيديو وإعلاني عن ميولي، فتعرضت للهجوم الشديد من عائلتي وخصوصا أخي الأكبر، لدرجة التخطيط للقتل، فاستطعت الهروب من البيت ومن مدينيتي بمساعدة بعض الأصدقاء، وقررت الهروب إلى لبنان وطلب اللجوء وإعادة التوطين.

كيف كانت حياتك في لبنان؟ وهل هنالك أي فرق بين وضع الأقليات الجنسية في الأردن ولبنان؟
لم تكن أفضل حالا، لأنني لم استطع أن أحصل على عمل وخاصة قلة خبرتي وتحصيلي العلمي والأهم سني وعمري، لهذا عشت في فقر وعازة، أي نعم في لبنان كنت بعيد عن خطر أهلي وملاحقتهم لي، ولكن بنفس الوقت لا أستطيع أن أفشي عن طبيعة ميولي في لبنان، ربما  أغلب اللبنانيون  في العاصمة بيروت متفتحي العقلية وذوي تفكير متفتح أكثر من الشعب الأردني، ولكن باقي المناطق اللبنانية لا يقلون عنفا ورفضا عن الشعب الأردني، و كان إختياري للبنان كونه بلد عربي فيه حريات فكرية ودينية وجنسية أيضا وفيها أول جمعيات عربية تعني في حقوق المثليين إضافة إلى وجود بعض المعارف هناك من خلال أصدقائي في الأردن. عموما كانت حياتي صعبة جدا من الناحية المعيشية وخصوصاً أنني عشت  في مناطق الجنوب اللبناني وهو مجتمع متدين جدا في طبيعته.

ما الذي ألهم الشيخ خلف يوسف للتحرر و الإعتراف بهويته و مثليته الجنسية؟ هنا

.

.

هل يمكن للشخص أن يكون مثلي الجنس ومؤمن في الوقت نفسه بحسب خلفيتك الدينية؟
إنني كنت أعيش عقدة الذنب وشعور التناقض طيلة حياتي لأنني كنت أتبع الفقه والعقيدة التقليدية التي جاء أغلبها من الرجال وليس الدين نفسه، وهنا أتحدث عن موضوع الجنسانية والمثلية الجنسية، ولكن بعد فترة طويلة من البحث وجدت أن الإسلام تحدث عن قوم لوط كمغتصبين للرجال وليسوا مثليييي الجنس، وأنه تحدث أيضاً عن الرجال الغير أولي الإربة، ولم يذمهم ولم ينكر عليهم، وفي هذا تفصيل أكثر لا يتسع الوقت للخوض فيه، (راجع مقالة فالجواب هو نعم، يستطيع ال

إنسان المثلي المسلم المؤمن أن يعيش حياته المثلية دون أي تناقض أو شعور بالندم، لأنه ليس مذنبا تحت ظل النصوص الدينية.

.

13247965_509887155888962_8453985950801142020_o
خلف حاليا مقيم كلاجئ في كندا، بعدما تعرض لتهديد بالقتل، مما دفعه للفرار الى لبنان و إعادة توطينه في كندا

.

هل من الممكن أن تتعمق معنا في هذا الجواب؟ اقتراحات لنصوص تتناول الممارسات الجنسية المثلية في الإسلام؟
بالنسبة للمثلية الجنسية من الناحية الإسلامية فقد ذكرت بأكثر من منشور تفصيلات حولها لا أستطيع بسطها بالتفصيل في هذا المقام إلا أنني سأحاول أن أعطي الزبدة :-

في القرآن ــ وهو أول باب تشريعي في الإسلام ــ فقد ذكر في سورة النور نوع من الرجال الذين لا يرغبون في النساء ولا يشتهونهن، وقد ذكروا في طرف آية في قوله “أوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ”، ومعنى غير أولي الإربة يعني الرجال الذين لا يرغبون في النساء جنسيا ولا يشتهونهن، وذكر المفسرون من هم هؤلاء الرجال الذين لا يرغبون في النساء منهم “المخنثين و هؤلاء المخنثين كانوا يدخلون على بيوت النبي والصحابة ولم يعترض أحد ولم يمنعهم أحد ولم يصفوهم باللوطيين أو الشواذ كما يفعل بعض الناس في هذه الأيام. وكان من أشهر الصحابة المخنثين سبعة، وهم :-

1- انة
2- انجشة
3- بنون
4- هيت
5- هدم
6- ماتع
7- مانع 

و جميعهم مذكورين في كتب الرجال ولا خلاف في ذلك.

أما بالنسبة للمراجع في هذا الموضوع فتجدونه في تفسير الطبري للآية “أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ”، وتجدون ذكر أسماء الصحابة المخنثين في الكتب التالية :-

 كتاب فتح الباري شرح صحيح البخاري لإبن حجرhttp://hadith.al-islam.com/Page.aspx?pageid=192&BookID=33&TOCID=2918

و أيضاً في كتاب شرح النووي على مسلم للنووي  :-  

 وفي كتاب اللأم للإمام الشافعي

و الشوكاني -وفي كتاب  نيل الأوطار للشوكاني  :-

 ما خططك المستقبلية على الصعيد الشخصي؟
بالنسبة لحياتي المستقبلية فأنا أعمل على تطوير نفسي من الناحية العلمية والثقافية، وهنالك خطة لنشر مذكراتي في سلسلة كتب هنا في كندا، هذا على الصعيد الشخصي، أما على الصعيد العام سوف أستمر في نشاطي حول حقوق الإنسان بشكل عام وحقوق المثليين ومجتمع الـ م م م م LGBT بشكل خاص.

كيف وضعك الأن؟ وماذا تفعل؟ اشرح لنا كيف تجري حياتك الآن في كندا؟
بالنسبة للحياة في كندا فهي تجري على خير ما يرام ولكن بصعوبة بسبب اللغة و الثقافة .

ماذا عن أهلك وأقاربك الآن؟ هل هناك أي تواصل معهم؟
الأهل والأصدقاء فقدت التواصل مع بعضهم قبل سنة ونصف وانقطعت أخبارهم، هناك من يدخل ويعلق على صفحتي تحت أسماء مستعارة لا أعرفهم، ولكن عرفوا عن أنفسهم بأنني أعرفهم جيدا! .

هل تود توجيه أي رسالة لقرأ مجلة ماي كالي؟ ماذا تحب أن تقول للمجتمع الغيري؟ ولكل فرد من أفراد مجتمع الميم؟

أوجه رسالتين لقراء مجلة ماي كالي:-

الرسالة الأولى للمجتمع الغيري أحب أن أقول: إنك لم يكن لك إي إختيار بكونك غيري الجنس؛ تميل و تنجذب للجنس الآخر، و لا علاقة  للدين و الاخلاق و التربية بذلك، و كذلك المثلي الجنس، لم يكن له إي إحتيار بميوله الجنسية، بالتالي يمكن أن يكون أي شخص حولك مثلي الجنس، ممكن أن يكون أقرب الناس إليك، ممكن أن يكون طبييب مدين له بحياتك فهل سترد على الجميل بأن تنكره و تجحده فقط لانه مختلف عنك ؟ بالتالي لا أعتقد أن نكران الجميل و الجحود من الاخلاق و الرجولة. أن المثلية و مجتمع الــLGBT  و غيرهم هم جزء من مجتمعنا شئنا أم أبينا 

أما الرسالة الثانية فأوجهها إلى مجتمع الميم، و اقولها لاول مرة، للاسف أكثر الناس عداءً للمثليين هم المثليين أنفسهم، من خلال رفضهم لأنفسهم و لطبيعة ميولهم، و من خلال سلوكهم و تصرفاتهم ولكن هنلك مسؤلية كبيرة تقع على عاتقكم أنتم من خلال محورين ، الاول هو تقبلك لنفسك و إصطلاحك مع ذاتك ولا يكون ذلك إلا من خلال المحور التاني وهي التثقيف ، ثقف نفسك و اقرأ عن الجنسانية و الجندرية و تنوعها ، أما  ما يتعلق بقبولهم لأنفسهم فيجب أن يعلموا أن المشكلة عند الناس و ليست عندك،  ميولك الجنسي  هي حياتك الخاصة و ليس لاحد أي حق في أن يتدخل في حياتك الخاصة، هذا إذا فكرنا من منطلق الحريات الشخصية و ليس من منطلق العلم و الطبيعة، و في النهاية ارجو للجميع  حياة طيبة و مستقبل رائع و دوام التوفيق و النجاح .أختم باطيب الاماني للجميع.

.

(ملاحظة: النسخة الإنجليزية للمقابلة ستكون متوفرة خلال الأسبوع القادم)

.

جانب من لقائ الشيخ السابق (و موظف سابق في وزارة الأوقاف) خلف يوسف مع عطوفة أمين عام وزارة الاوقاف في الأردن الدكتور محمد الرعود مع بعض كوادر الوزارة و مدير أوقاف العاصمة عمَّان، بخصوص إعلان يوسف لمثليته الجنسية على صفحة الفيسبوك الخاصة وإحالته من العمل. الفيديو الذي اشعل كل شيء.

.

يمكنكم متابعة يوسف خلف عبر قناة اليوتيوب الخاصة به هنا

يمكنكم متابعة يوسف خلف عبر صفحة تويتر الخاصة به هنا

The English version available (here)